يمتاز العلماء المسلمون الذين شيدوا الحضارة الإسلامية بخاصية فريدة وهي خاصية الموسوعية، فلم يكن الواحد منهم عالما متخصصا في فن واحد أو في فرع واحد من فروع العلم والمعرفة بل كان موسوعيا يعرف معظم ما انتهى إليه العلم في معظم التخصصات.
إن العلم كان في أوله هو العلم الديني، فقد كان جميع العلماء المسلمين بلا استثناء أخذوا العلم أول ما أخذوا من البعد الديني فكان تعليمهم إسلاميا يركز على علوم اللغة والشريعة
حمل العلماء المسلمون مشعل الحضارة لمدة طويلة وأوروبا تغط في ظلمات العصور الوسطى وهاهم علماء الغرب اليوم يستفيدون من علومهم وبأفكارهم وجهدهم يحصلون على الدرجات العلمية العالية والجوائز وكثيرا منهم جاحدون وقليل المنصفون.وان الفرق بين علماء أوروبا الذين صنعوا النهضة الحديثة التي يشهدها العالم وبين باقي معاصريهم هو مقدار إطلاع العلماء على علم وكتب وأفكار علماء المسلمين فلقد كان في عصرهم العلم عربي ثم ترجم ونقل من أسبانياو صقلية وأثناء الحروب الصليبية لأوربا فوعوه وحفظوه وأبدعوا فيه .
وربما الكثير منا لا يعرف كل هؤلاء العلماء المسلمين فأردت طرح هذا الموضوع للتعريف بالبعض منهم.
وأرجو من كل من يتصفح هذا الموضوع أن يعرف بواحد منهم
لكم
الـعـالـم
ابن البرغوث
ابن البطريق
ابن البناء
ابن البيطار
ابن التلميذ
ابن الجزار
ابن الخطيب
ابن الخوام
ابن الخياط
ابن الرحبي
ابن الرومية
ابن السراج
ابن السمح
ابن الشاطر
ابن الصباغ
ابن الصفار
ابن الصلاح
ابن الصوري
الـعـالـم
ابن العطار
ابن العوام
ابن القس
ابن القف
ابن اللجائي
ابن المجدي
ابن المجوسي
ابن المقشر
ابن النفيس
ابن الهائم
ابن الهيثم
ابن أبي أصيبعة
ابن باجه
ابن بطلان
ابن توما
ابن جزلة
ابن جلجل
ابن دينار
الـعـالـم
ابن رشد
عائلة ابن زهر
ابن سعد
ابن سفر
ابن سقلاب
ابن سمجون
ابن سمعون
ابن سيده
ابن سينا
ابن صغير
ابن عراق
ابن كشكاريا
ابن ماسويه
ابن مسعود
ابن ملكا
ابن مندويه
ابن مهند
ابن وحشية
الـعـالـم
ابن يونس
الاصطرخي
الإدريسي
البتاني
البغدادي
البوزجاني
البيروني
الحموي
الخازن
الخوارزمي
الدينوري
الرازي
الطوسي
القزويني
المجريطي
أبو الحسن بن العطار
أبو الحكم الدمشقي
أبو الخير الإشبيلي
الـعـالـم
أبو الرشيد الرازي
أبو الفرج اليبرودي
أبو الفضل الحارثي
أبو القاسم الإنطاكي
أبو القاسم الزهراوي
أبو النصر التكريتي
أبو بكر بن أبي عيسى
أبو جعفر الخازن
أبو سهل الكوهي
أبو عثملن الدمشقي
أبو علي الخياط
أبو كامل الحاسب
أبو معشر البلخي
أحمد بن السراج
ثابت بن قرة
---
---
---
لكم إحترامي
وسأبدأ بالتعريف بواحد منهم وهو ابن النفيس
إنه أعظم شخصية في علم الطب في القرن السابع الهجري، اسمه علاء الدين علي بن أبي الحرم القَرشي الدمشقي الملقب بابن النفيس.
ولد بقرية قرش بالقرب من دمشق بسوريا عام 607 هـ، وتعلم بها ودرس الفقه واللغة والحديث والفلسفة، واهتم بعلم الطب وكان معاصرا لابن أبي أصيبعة صاحب كتاب "عيون الأنباء في طبقات الأطباء"، فانكب على علم الطب، ودرس على يد العالم الطبيب ابن دخوار.
وبعدما شب سافر إلى مصر وهو في الخامسة والعشرين من عمره، وعمل في المستشفى المنصوري بالقاهرة الذي أنشأها السلطان قلاوون، وظل بها حتى لمع نجمه، واشتهر وبلغ من علمه أنه انتقد ابن سينا وجالينوس في بعض اكتشافاتهم الطبية، وأثبت خطأها وأصبح ابن النفيس عميدا للطب والأطباء في زمانه بلا منازع.
كان ابن النفيس هو الطبيب الخاص للسلطان بيبرس سلطان مصر، وكان مجلسه مفتوحا في داره يحضره أمراء ووجهاء القاهرة يتعلمون منه، ولم تقتصر شهرته في الطب وحده، بل كان من كبار علماء عصره في الفقه واللغة والحديث والفلسفة كذلك.
وقد كان رحمه الله شافعي المذهب، وهب نفسه للعلم؛ إذ حرم من نعمة الأولاد، ولكنه ترك كثيرا من التلاميذ، و كتب العديد من الكتب في مختلف المجالات أشهرها: الشامل في الصناعة الطبية، وهو أضخم موسوعة علمية يكتبها إنسان بمفرده في تاريخ البشرية إذ تقع في ثلاثمائة مجلد.
وكتاب المختار في الأغذية، وكتاب بغية الطالبين وحجة المتطببين، وكتاب بغية الفطن من علم البدن.
كان الاعتقاد السائد قبل ابن النفيس: أن الدم يتولد في الكبد، ومنه ينتقل إلى البطين الأيمن في القلب، ثم يتوزع إلى بقية أعضاء الجسم.
ولكن ابن النفيس أثبت خطأ هذا الاعتقاد؛ إذ اكتشف أن الدم ينطلق (قبل أن يتوزع على الجسم) إلى الرئتين، ثم يعود إلى القلب، وهو ما يعرف بالدورة الدموية الصغرى.
يقول ابن النفيس: "إن الدم ينقى في الرئتين من أجل استمرار الحياة، وإكساب الجسم القدرة على العمل، حيث يخرج الدم من البطين الأيمن إلى الرئتين، حيث يمتزج بالهواء، ثم إلى البطين الأيسر".
وبذلك يكون ابن النفيس العالم المسلم هو أول من اكتشف الدورة الدموية الصغرى.
بقي ابن النفيس في القاهرة حتى مات سنة 687 هـ، وأوقف ماله وداره وكتبه للمستشفى المنصوري، وكتب قائلا: "إن شموع العلم يجب أن تضيء بعد وفاتي"
رحم الله ابن النفيس، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرا، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.